التغريب
الطبقى بين الأمة وخطره المدمر
ولا يزال
مسلسل تغريب أمة الإسلام ومحوها من الوجودوتحويلها إلى غثاء كغثاء السيل مستمرا
منذ الحروب الصليبية حيث يعمل الغرب وعملاؤه بوسائله الظاهرة والخفية كالماسونية و
الروتارى الذى ينتشر بين طبقات أغنياء الأمة فى الأندية ، و كذا المؤسسات
والجمعيات الحقوقية و التعليمية والرأسمالية التى تخفى فى طياتها التبشير و
التنصير .
ومن ذلك فى القرن الثانى عشر الهجرى ، الموافق للثامن عشر الميلادى ، اشترطت بعض الدول الأوروبية على تركيا بعد التآمر عليها وإضعافها من أجل مساعدتها فى تحديث جيشها ، اشترطوا عليها إلغاء التقويم الهجرى فى الدولة العثمانية ، وإحلال التقويم الميلادى فوافقت على ذلك ، علما بأن التاريخ الميلادى هو تاريخ رومانى قبل ميلاد المسيح ببضع قرون ، وفى القرن الثالث عشر الهجرى ، التاسع عشر الميلادى ، عندما أراد الخديوى اسماعيل تغطية نفقات فتح قناة السويس ، اشترطت عليه إنجلترا وفرنسا عدة شروط ، منها إلغاء التقويم الهجرى ، فتم ذلك باستبداله بالتقويم القبطى و الميلادى سنة 1292 هـ / 1875 م .([1])
فهذه نقلة فى تغريب الأمة و انفصالها عن تاريخها ، و قطع صلتها عن تذكيرها بشعائر دينها وعبادتها ، و هى من الضربات القاصمة فى أمة الإسلام ، حيث ترى بعض شباب الإسلام لا يعرف أكثر الشهور الهجرية الا اذا جاء رمضان وذو الحجة موسم الحج.
وهكذا توجه
الضربات القاصمة للأمة فى تغريبها عن لغتها العربية ، مما أفردنا له مقالا فى مجلة
المنهل الغراء عدد ذى القعدة – ذى الحجة 1433 هـ .
ولا تزال المكايد
و التآمر على هذه الأمة لقطع أوصالها ، وتفريق جمعها وصفها ، وتخريب وحدتها
باختلافها فى عاداتها و تقاليدها و مظهرها ، و تشبهها بأعدائهافى عادتها وتقاليدها
و أزيائها ممايؤثر على المسلم فى أخلاقه و عبادته ، عند سيره على التقليد الأعمى
بغير وعى أو تعقل ، كما جاء فى البخارى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :-(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر
و ذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا يا رسول الله ، اليهود و
النصارى ؟ قال فمن ؟ ) .([2])
ومن القواصم
فى تغريب الأمة الإسلامية التى تجسم الطبقية فى شكلها و سمتها و مظهرها الزى
والرداء الذى بدأ يغزو الأمة منذ ضغف الدولة العثمانية حيث ، جرى تقليد الغرب فى
لباسهم ووضع (القبعة) غلى الرأس ، مما جعل الكاتب الإسلامى مصطفى صادق الرافعى –
رحمه الله – يكشف عن خطر ذلك على وحدة المسلمين . فيقول ([3]):
(وكانت فكرة اتخاذ القبعة فى تركيا غطاء للرأس قد جاءت بعد نزعات من مثلها ، كما
يجئ الحذاء فى آخر ما يلبس اللابس) فلم يشك أحد أنها ليست قبعة على الرأس ، أكثر
مما هى طريقة لتربية الرأس المسلم تربية جديدة ليس فيها ركعة ولا سجدة ،وإلا فنحن
نرى هذه القبعة على رأس الزنجى و الهمجى ،و على رأس الأبله والمجنون ، فما رأيناها
جعلت الأسود أبيض ، ولا عرفناها نقلت همجيا عن طبعه ، ولا زعم أحد أنها أكملت
العقل الناقص أو ردت العقل الذاهب ، أو انقلبت آلة لحل مشكلات الرأس البليد ، أو
غصبت الطبيعة شيئا وقالت : هذا لحاملى دون حامل الطربوش و العمامة ....... و إلا
فأى سر فى هذه القبعات ومتى كانت الأمم تقاس بمقاييس الخياطيين ....... أكتب علينا
أن نظل دهرنا نبحث فى التقليد الأعمى وألا يحيا الشرقى الا مستعبدا ينتظر فى كل
أموره من يقول له : أسرع لى .....؟ فلنبحث فى زى جديد نتميز به ، فتكون القوى الكامنة
فينا وفى طبيعة أرضنا وجونا هى التى اخترعت لظاهرها ما يجعله ظاهرها ، وما دمت
مسلما أصلى ، و أركع وأسجد فالقبعة نفسها تقول : دعنى فلست لك ) .
ولا ينكر المسلم ما يعانيه من اللباس الغربى الكامل عند وضوئه وتطهره خارج منزله وما يلاقيه فى صلاته فى ركوعه وسجوده ، وتجسيم الإليتين و حشر الذكر و الأنثيين فى (البنطال) ولوازمه ، و القميص وما يلزمه ، و السترة ورباط العنق.....وغير ذلك ([4]) (فجماعة القبعة لا يرون لأنفسهم حدا يحدونها به من أخلاقنا أو ديننا أو شرقيتنا ، وقد مرقوا من كل ذلك وأصبحوا لا يرون فى زينا الوطنى ما فيه من قوة السر الخفى ، الذى يلهمنا ما أودعه التاريخ ، من قوميتنا و معانى أسلافنا )
وما هذا
التباين فى الأزياء وفى تخالف العادات والتقاليد إلا زلازل فى كيان الأمة ، وتمزيق
فى نسيجها الواحد ، وقطع فى اتصالها بتاريخها وتراثها الفقهى والثقافى ، الذى يشيع
فى كتب الحديث والفقه والأدب والتراث .
ويقول الرافعى فى مقومات الأمة التى هى اللغة والدين والعادات([5]) : (والعادات هى الماضى الذى يعيش فى الحاضر ، وهى وحدة تاريخية فى الشعب ، تجمعه كما يجمعه الأصل الواحد ، ثم هى كالدين فى قيامها على أساس أدبى فى النفس ، فى اشتمالها على التحريم والتحليل ،وتكاد عادات الشعب تكون دينا ضيقا خاصا به...ويحقق أفراده الألفة والتشابك ،ويأخذهم جميعا بمذهب واحد هو اجلال الماضى ....)
ولهذا نرى
الواقع المشاهد أن الإنسان إذا أراد أن يتحلل من عاداته وتقاليده وأخلاقه وقيمه
يلجأ إلى التنكر والتمويه والابتعاد عن كل ماينبئ عن أصله وجنسه ووطنيته وقوميته
ودينه وطائفته ، ترى ذلك فى بعض الدعاة من المسلمين وغير المسلمين حيث يستبدلون
أزياءهم التى تميزهم ويعرفون بها فى مجتمعهم ، كبعض الأزهريين وكبعض الدعاة من
المسيحيين ،وكذا من سكان القرى ومن البدو عندما يقصدون المدينة ، وتجد هذه الظاهرة
بوضوح فى أصحاب الأزياء العربية ، عندما يذهبون إلى أوروبا أوإلى الدول التى
تفرنجت وتغربت ،وذلك واضح أيضا فى المرأة العربية المسلمة حيث تتخلى عن عباءتها
وتبدو سافرة متنكرة لعاداتها وقيمها وأخلاقها ، مقلدة للمرأة الغربية كالرجل صاحب
القوامة عليها . حيث نزعوا لباس العروبة وفضائل الإسلام ،حيث الشرق والطهر وموطن
الرسل والرسالاتوالتجانس مع البيئة والطبيعة والمناخ.
ومنذ زمن
بعيد وبعد هجمة التحلل والإلحاد ، التى نماها الإستعمار والتبشير وأغرى بها ضعيفات
الإيمان من مدعيات المدنية والتحرر وطرح ثياب الحياء والعفاف ، نقول منذ ذلك تنبه
الغيورون والمصلحون فحذروا المرأة من هذا الخطر فكتب الرافعى ([6])-رحمه
الله – عدة مقالات من وحى القلم ، منها مقال ( احذرى ....! ) يقول فيه : (احذرى
تمدن أوروبا أن يجعل فضيلتك ثوبا يوسع ويضيق ، فليس الفضيلة على ذلك هو لبسها
وخلعها .....
احذرى فنهم
الإجتماعى الخبيث الذى يفرض على النساء فى مجالس الرجال ، أن تؤدى أجسامهن ضريبة
الفن ......
احذرى وأنت
النجم الذى أضاء منذ النبوة ، أن تقلدى هذه الشمعة التى أضاءت منذ قليل ......
إن المرأة
الشرقية هى استمرار متصل لآداب دينها الإنسانى العظيم . هى دائما شديدة الحفاظ
حارسة لحوزتها فإن قانون حياتها دائما هو قانون الأمومة المقدس .
احذرى تهوس
الأوروبية فى طلب المساواة بالرجل .
احذرى أن
تخسرى الطباع التى هى الأليق بأم أنجبت الأنبياء فى الشرق ....) .
هذه القواصم
التى دبت فى جسد الأمة ، هى التى دعت أصحاب الفكر الإسلامى المستنير إلى التحذير
من الخطر الداهم فى التغريب ونشر الطبقية فى الشكل والفكر واللغة والدين فى الوقت
الذى طغى فيه الاستعمار ، وسيطر بثقافته واحتكاراته ، على أمة الإسلام ونحى الوعى
والثقافة العربية والإسلامية بالقوة والجبروت.
إن ثقافتنا
الإسلامية فى مصادرها الأولى القرآن والسنة وما استنبط منهما ، أفردت أبوابا
وفصولا فى اللباس الذى يوارى سوأة بنى آدم ، صونا له من كشف سوأته وتفريقا بينه
وبين العجماوات ، ودرءا لإثارة الغرائز الحيوانية مما يليق باللإنسان ، ويظهر نعمة
الله عليه دون إسراف أو تقتير يخالف شرع الله . ﭧ
ﭨ ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ
ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ الأعراف: ٢٦ وفى السورة نفسها : ﭧ
ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ
ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ الأعراف: ٣١ - ٣٢ وحول هذا المعنى يقول الشاعر :
إذا المرء لم
يلبس ثيابا من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا
وخير لباس
المرء طاعة ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيا
ومن هدى
النبى – صلى الله عليه وسلم –([7])
قوله : (كلو واشربوا والبسوا وتصدقوا فى غير إسراف ولا مخيلة) والمحظور على المسلم
أن يرتدى الأزياء الخاصة بالنساء والتى يرتديها الكفار أومالكونه([8])
(ليس من لباس أهل المروءة فى زماننا ، فإن مراعاة زى الزمان من المروءة مالم يكن
إثما ) ذكره الطبرى.
وقد كان النبى – صلى الله عليه وسلم – يلبس كل الألوان ، ولكنه كان يفضل الثياب البيضاء ويرغب فيها فيقول- صلى الله عليه وسلم- ([9]) : (البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب ، وكفنوا فيها موتاكم ) ويحرص المسلمون فى ركن من أركان الإسلام وهو الحج على توحيد اللباس فى ركن من أركانه وهو الإحرام . فكل الحجاج الذين جاءوا من كل فج عميق من مختلف الدول والقارات يرتدون زيا موحدا فى شكله ولونه .
وبمثل هذا
يشعر الناس بالمساواة والألفة والأخوة التى يحرص عليها الإسلام ، بعيدا عن الطبقية
البغيضة ، ويذكرهم بمصيرهم يوم يقوم الناس لرب العالمين ، ولما جاء عن رسول الله
–صلى الله عليه وسلم – قوله ([10])
: (أحسن ما زرتم الله به فى قبوركم ومساجدكم البياض) .
والإسلام
يدعو إلى الألفة والوئام والتناسق والإنسجام ولا يقر الفوضى فى اللباس بين الرجال
والنساء ، فيلبس الرجل لبسة المرأة وتلبس المرأة لبسة الرجل ، ويشيع التخنث ويختفى
التنوع فى خلقة الله من الذكورة والأنوثة التى هى سر الحياة الإنسانية . ففى
البخارى([11])
عن ابن عباس –رضى الله عنهما – قال : (لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ) وعنه أيضا : (لعن
النبى –صلى الله عليه وسلم – المخنثين من الرجال ، والمترجلات من النساء وقال
:اخرجوهم من بيوتكم ...) .
ومن القواصم الطبقية التى تقصم الأمة الإسلامية وتعمل على تغريبها وتجسم الطبقية الفاحشة بل وتقيم أعشاش فسوق القوة فى الفحش والاحتكار وأكثر ما يكون ذلك للطبقات العليا ، وهى الأندية التى عرفت منذ الجاهلية التى كان يجتمع فيها أهل مكة للتشاور ولكنها تطورت فى العصر الحديث وشملت كثيرا من الأنشطة والأغراض ، وأفحش ما فيها الآن أنها تختص بصنف من الناس ، فلا مكان للطبقات الدنيا عند من يزعمون بعلوهم عن الناس كالفلاحين والعمال والكادحين ، الذين يجهل مكانتهم المترفون والأغنياء والسفهاء والمسرفون الذين يعيشون على امتصاص كفاحهم وعرقهم.
ففى الأربعينيات من القرن العشرين الميلادى نشر من يدعى عمرو ابراهيم رئيس نادى الفروسية بيانا فى الأهرام ، يرد على رئيس الوزراء حينذاك محمد محمود الذى علم أن نادى الفروسية يتعاظم على سراة المصريين ويتصاون من عضويتهم فيه ، لأنهم(فلاحون). فقال الرئيس النبيل بالحق (إن حكومة جلالة الملك لايمكن أن تسمح بإعادة نظام الطبقات ....وكل المصريين سواء وإذا كان بين أعضاء (نادى الفروسية) من لا يعجبه هذا الكلام فليرحل من بلاد الفلاحين ) .
هذا الذى حدث فى مصر منذ ما يقرب من قرن من الزمان ،هو يكرر نفسه بصورة بشعة الآن فى صورة الأندية الجديدة التى تعتمد فى عضويتها على المنتمين إلى الروتارى والماسونية ، ومن الطبقة الجديدة التى نهبت أموال الأمة ، وصيرت الغالبية العظمى من المسلمين تحت خط الفقر ، عن طريق الاحتكار والعمالة لشركات أجنبية وبيع القطاع العام تحت شعار (التخصيص) واصلاح الاقتصاد القومى .
ويجرى اليوم
فى مصر وغيرها من بلاد العرب والإسلام ، طبقية عن طريق محاربة اللغة العربية
وطبقية عن طريق تشجيع الملابس الإفرنجية ، فيمنع من دخول الأندية من يرتدى الثوب
العربى ، ويمنع من دخول الفنادق وبعض الأماكن من يتزى بغير الزى الإفرنجى .
وقد بالغ القائمون على الأندية من أعضاء الروتارى والماسونية فى رفع رسوم الأشتراك فى الأندية إلى عشرات الآلاف حسب علمى بل ربما إلى مئات الآلاف .
هذه الطبقية
التى يتخذها الناس فى بلاد الإسلام عن طريق اللون والجنس واللغة والمال والجاه
وغير ذلك ، لايعرفها الإسلام ولا يقرها . فهو يحارب الغنى المطغى الذى ينسى حقوق
الله فى المال وحقوق الفقراء ، ويحارب الدعوة والدعاة من أمثال قارون من قوم موسى
, وثعلبة بن حاطب الأنصارى فى عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ممن يترفهم
المال ويطغيهم ويظنون أنهم طبقة فوق الناس وأنهم جنس آخر (يقول ابن كثير فى قوله -
تعالى ﭽ ﮇ
ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ سبأ: ٣٤ يقول الله -تعالى - مسليا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -
آمرا له بالتأسى بمن قبله من الرسل ومخبره بأنه ما بعث نبيا فى قرية إلا كذبه
مترفوها واتبعه ضعفاؤهم , كما قوم نوح -عليه الصلاة والسلام- ﭽ
ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ ﭼ الشعراء: ﭽ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯲ ﭼ هود: ٢٧ وقال الكبراء من قوم صالح ﭽ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ الأعراف: ٧٥ - ٧٦ وقال عز وجل
, ﭽ ﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ الأنعام: ٥٣ وقال -تعالى - yﭽ ﮱ
ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯢ ﭼ الأنعام: ١٢٣ وقال جل وعلا : ﭽ
ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ الإسراء: ١٦ وقال جل وعلا
ههنا ﭽ ﮇ
ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮕ ﭼ سبأ: ٣٤ أى
نبى أو رسول( ﮍ ﮎ ﮏ) سبأ: ٣٤ هم أولى النعمة والحشمة والثروة والرياسة . قال قتادة : هم جبابرتهم
وقادتهم ورؤوسهم فى الشر) .
هؤلاء لم
يتأدبوا بأدب الإسلام ولم يتخلقوا بأخلاق القرآن ولم يتعلموا فى مدرسة محمد - عليه
الصلاة والسلام – التى خرجت أبابكر وعمر وعثمان وعبد الحمن بن عوف وأكثر أصحابه
الذين يؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة .
لكن هذه الطبقة الجديدة التى نمت فى عصر الاستعمار ، وأكثرهم جاءوا فى ركبه ومن صنيعته ، وهم يعملون على خدمته وعمالته ، يزرعون الفرقه والطبقية فى عالمنا الإسلامى بكل ما يفرق ولا يجمع كاللغة والجنس والجاه . يقول أحمد حسن الزيات ([12])فى هؤلاء الغرباء والدخلاء والعملاء من الطفيليين المختفون فى الروتارى والماسونية والعمالة : ( ولا أدرى ما الذى سوغ لهم أن يعتقدوا أن الله خلقهم من المسك للملك ,وخلقنا من الطين للطين , وجعلهم للثروة والسيادة , وجعلنا للخدمة والعبادة ؟ إن كانوا مسلمين فالإسلام محا الفرق بين الطبقات إلا بالبر والتقوى , فالعرب والعجم سواء وقريش وبأهله أكفاء , و إن كانوا وطنيين فالوطن لا يعرف التفاضل بين أبنائه إلا بأثرهم فى تقويته وترقيته وخدمته . فالفلاحون على درجته العليا لأنهم عماد ثروته وعدة دفاعه , وقوة سلطانه . والأمراء على درجته السفلى , لأنهم معنى السرف الذى يفقر , والترف الذى يوهن , والبطالة التى تميت , وبين هاتين الدرجتين تتفاوت مواقف الوزراء والزعماء والكبراء على حسب ما لكل منهم عليه من فضل ).
إن الاستعمار
قد خرج شكلا من بلاد الإسلام ولكنه ترك روحه تسرى بطرق مختلفة منها التبشير
والعلمانية والتغريب والمدنية ، ومنظمات المجتمع المدنى والروتارى والماسونية
وغيرها لإفساد كل رابطة بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة
والأدب الواحد والتقاليد والأعراف الواحدة .
هذه الأمور تمتد معركتها من منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادى ([13])
( حينما سادت
إلى حدما نزعة التغريب وتسللت من مجرد الدعوة إلى التبعية الثقافية الغربية لتصل
إلى إذاعة الآراء المنحرفة . وذلك عندما سيطرت الروح العلمانية وبالذات فى مجال
التعليم .... وعندما ظهرت الدعوة التى قادها سلامة موسى لإحياء العامية وكتابة
العربية بالحروف اللاتينية ... وعندما ظهر كتاب الدكتور طه حسين ( الشعر الجاهلى )
ثم تلاه كتابه الآخر ( مستقبل الثقافة فى مصر ) نجد أن الإنحراف قد تركز بصورة
أكيدة فيما دعا إليه الدكتور أحمد زكى أبو شادى من مهاجمة الإسلام باسم مهاجمة
الأديان جميعا ... وذهب أيضا إلى ضرورة إغلاق الأزهر ليحيا المصريون حياة مدنية ,
وروج لتيار العلمانية بحجة الإيمان بقداسة البحث العلمى ...
هذا بخلاف
الدعوة إلى فرعونية مصر , وأصلها النصرانى أو القبطى السابق للإسلام , ثم الدعوة
إلى الإقليمية والتجزئة ) .
وماذكرناه سابقا من القوارع فى تقسيم الأمة , وتنحية كل ما يعمل على وحدتها كاللغة العربية ودين الإسلام , والعادات والتقاليد فى اللباس وتنوع الطبقات فى الفلاحة والحرف الصناعية كل ذلك لنشر التفرقة والطبقية التى تؤدى إلى زوال الإسلام ومحوه من هذا العالم , لأنه كيان وحصن يقف أمام أطماع الغرب الذى يعمل بكل الوسائل للتخلص من خير أمة أخرجت للناس , وقد حذر الله هذه الأمة من حسد أهل الكتاب لهم لردهم عن دينهم بالسير على نهجهم وتقليدهم فقال - تعالى - : ﭽ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ آل عمران: ١٠٠ - ١٠١ .
وهكذا المسلمون يقلدون الغرب فى كل شىء فى المأكل والملبس والتقاليد الدنيئة , ويدفعون إليهم بأموالهم وثرواتهم وكل ما لديهم وينعشون حياة الغرب و اقتصاده , ويقابلون ذلك بمعادات المسلمين والكيد لهم فى كل مجالات الحياة , ولكنهم لن يرضوا عنهم إلا بترك دينهم واتباع ملتهم , وصدق الله العظيم حيث قال : ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭳ ﭼ البقرة: ١٢٠
الأستاذ الدكتور عبد الباسط أحمد على حمودة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق